يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن


الكتاب: رواية عزازيل

المؤلف: يوسف زيدان

االناشر: دار الشروق

عرضته في موقع باجوش الثقافي وأخبار يوم بيوم وجريدة شبابنا

تمتاز الرواية بلغتها العربية الفصيحة وتناولها فترة زمنية غير مطروقة في الأدب العربي على الرغم من اهميتها، وقد اثارة جدلاً واسعاً نظراً إلى انها تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي اضحت فيها المسيحية ديانة الاغلبية المصرية، حيث اصدر الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية بياناً اتهم فيه مؤلف الرواية بالإساءة إلى المسيحية مشيراً إلى انه اخذ فيها منحى المؤلف دان براون في روايته( شفرة دافنشي )وقد كانت الرواية تكشف التناقضات التي تجول في رأس الراهب هيبا بين المنطق والفلسفة وبين الدين.

تتحدث الرواية عن ترجمة مجموعة من اللفائف المكتوبة باللغة السريانية، كتبت في القرن الخامس الميلادي ودفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب مدينة حلب بسوريا، وعثر عليها بحالة جيدة ونادرة وتم نقلها من اللغة السريانية إلى العربية،( الرقوق الثلاثون )هي عبارة عن سيرة ذاتية للراهب المسيحي المصري هيبا، الذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي في اوائل القرن الخامس الميلادي والتي تلتها انقسامات هائلة بين الكنائس الكبرى وذلك على خلفية الخلاف حول طبيعة المسيح.

كتب الراهب هيبا رقوقه مدفوعاً بطلب من( عزازيل )أي( الشيطان )حيث كان يقول له: اكتب ياهيبا اريدك أن تكتب، اكتب كأنك تعرف واكمل ما كنت تحكيه كله، كما يقول في رده على استفسار هيبا: نعم يا هيبا عزازيل الذي يأتيك منك وفيك.

وتتناول كتابة الراهب هيبا الذي يرسم الحضور الإنساني بشكل عام حيث يشعر من يقرأ الرواية بأن هيبا صدى لما في نفوسهم وليس انعكاساً لذاته الفردية، فهو يصور حالة القلق الإنساني والإغواء والاتجاه إلى البحث عن قضية الإيمان والخطيئة، فتتناول الرواية ما حدث له منذ خروجه من اخميم في الصعيد قاصداً مدينة الاسكندرية لكي يتبحر في الطب واللاهوت، وهناك تعرض لإغواء امرأة سكندرية وثنية( اوكتافيا )احبته ثم طردته حين عرفت انه راهب مسيحي، ثم خرج هارباً من الاسكندرية بعد أن عاش فيها ثلاث سنوات، بعد أن شهد بشاعة مقتل العالمة الوثنية( هيباتيا )على يد الغوغاء من مسيحيي الاسكندرية بتحريض من بابا الاسكندرية، ثم اتجه لفلسطين للبحث عن اصول الديانة واستقر في اورشليم( القدس )ولقائه القس نسطور الذي احبه كثيراً وارسله إلى دير هادىء بالقرب من انطاكية، وفي ذلك الدير يزداد صراعه النفسي داخله وكذلك شكوكه حول العقيدة، إلى جانب حبه لإمرأة تدعى( مارتا )وتنتهي الرواية بتحرره من مخاوفه ورحيله من الدير دون أن يوضح إلى أين.

والجدير بالذكر أن الكاتب يوسف زيدان حصل على جائزة البوكر عن هذه الرواية، ومن مؤلفاته التصوف وتاريخ الطب العربي ـ اللاهوت العربي ـ ظل الأفعى.