يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن


الكتاب: شيعة جبل عامل وقيام الدولة اللبنانية

المؤلف: تمارا الشلبي

الناشر: دار النهار

الكتاب يؤرخ الفترة الممتدة بين عامي 1918 و 1943 وترصد فيه المؤلفة أبرز المتغيرات السياسية والعسكرية والاجتماعية التي تعاقبت في الفترة التي أشرت إليها، ولا سيما بعد مرحلة إعلان دولة لبنان الكبيرة عام 1920 وترى الكاتبة أن جبل عامل الكيان الشيعي لم يكن كتلة جغرافية مستقلة ومنفصلة عن العالم الخارجي، سواء داخل لبنان أم خارجه، العامليون كانوا جزءاً وشريكاً مع المكونات الداخلية، وبنوا علاقات دينية وسياسية مع الخارج.

والكتاب يؤرخ ثلاث مراحل: الأولى تحيط بظروف العلاقات العاملية في مرحلة الدولة العثمانية، والثانية علاقات الأنتماء العروبي بعد الحرب العالمية الأولى، والثالثة كيفية التعاطي مع نشوء دولة لبنان الكبيرة زمن الانتداب الفرنسي، وفي هذا السياق تشير المؤلفة لانخراط شيعة جبل عامل على المستويات السياسية والدينية والاجتماعية، حيث تشير إلى أن القسم الأكبر من رجال الدين الشيعة تبنوا فكرة الاندماج في الدولة الوليدة، على الرغم من الاختلاف في ذلك بين بعض المرجعيات، حيث تقول: "على الرغم من وجود تشنجات داخل الطائفة بين المرجعيات الدينية التقليدية، وبين بعض هؤلاء وبين فريق الفعاليات السياسية الناشطة، فإن توجهات رجال الدين الشيعة في مرحلة الانتداب، كانت تحبذ بمجملها الاندراج ضمن الجمهورية اللبنانية" والخلاصة التي يمكن الخروج بها أن رجال الدين في جبل عامل لم يكونوا على اتجاه واحد في النظر إلى الهوية اللبنانية الجديدة، خصوصاً أنهم قبل الإعلان عن دولة لبنان الكبيرة تبنوا المشروع العروبي مع سوريا، مما أدى إلى نوع من أزمة الهوية.

الكتاب غطى مرحلة التحولات الكبرى عند شيعة جبل عامل، فهم بعدما كانوا خارج الصيغة التي بلورها العثمانيون بطلب من الدول الأوربية، أي منطقة جبل لبنان بدأوا بالاندماج التدريجي مع الدولة اللبنانية، وهو نظرة إلى تاريخ شيعة جبل عامل كافة في الفترة الممتدة بين 1918 إلى 1943 بطريقة محايدة، ففي كل فصول الكتاب لا نعثر على موقف ذاتي ضد طرف أو مع طرف آخر، ولا شك في أن هذه المنهجية التي اعتمدت عليها المؤلفة ساعدتها على أن تكون موضوعية، تلاحق الأحداث وتؤرخ لها بعيداً عن الأحكام المسبقة والجاهزة، حيث كتبت بكل حيادية المراحل التاريخية التي انخرطت فيها الطائفة الشيعية في مشروع تأسيس لبنان، لاسيما على المستويين التاريخي والثقافي، فتمارا الشلبي في كتابها تشدد على تأصل جذور الطائفة الشيعية في لبنان وتمسك أبنائها بالجذور اللبنانية على حد سواء.